احكام المسؤولية العقدية - دارسة مقارنة

ISBN 9789923152171
الوزن 0.800
الحجم 17×24
الورق ابيض
الصفحات 304
السنة 2024
النوع مجلد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي العربي الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين،،، وبعد. لا شك أن نقطة الانطلاق في التشريعات المدنية تتمحور حول واقع المسؤولية المدنية ومدى تطورها ومواكبتها للتحديات المعاصرة، فهي نقطة الارتكاز في الفلسفة القانونية للقانون المدني، والتي تتصف بالازدواجية من مسؤولية تقوم على إثر الإخلال بالتزام مصدره العقد، ومسؤولية تقوم لدى الانحراف بالسلوك ومخالفة القواعد القانونية والإضرار بالغير. وقد توجه الفقه فيما مضى إلى مبدأ ازدواجية المسؤولية المدنية وميز بينهما في مسألة التطبيق إلى مسؤولية عَقْدية ومسؤولية تقصيرية، حتى ظهر توجه فقهي آخر في أواخر القرن التاسع عشر ينادي بأحادية المسؤولية ولا يعتد بالاختلاف بين هاتين المسؤوليتين، وقد استشهد أصحاب هذا التوجه بأن أية فوارق لا ترتقي لأن تكون حدًّا فاصلاً بينهما. فقد يقع الإخلال بالالتزام المدني لأي سبب كان، فالالتزام والحق وجهان لعملة واحدة، فإن تعددت الحقوق تتعدد الالتزامات؛ الأمر الذي يقودنا للبحث في أهم عنصر، والذي يتمثل في جانب المسؤولية؛ فهي التبعة أو المؤاخذة، وقد تكون أدبية أو جنائية أو سياسية أو مدنية. فالمسؤولية عمومًا تعرف بأنها: "حالة الشخص الذي ارتكب أمرًا يستوجب المؤاخذة"، أما المسؤولية المدنية (Responsabilité Civile) على وجه الخصوص فقد عرفها الفقه أنها "الحالة القانونية للشخص الذي يكون قد ارتكب خطًا نشأ عنه ضرر لشخص الغير أو ماله أو شرفه، فأصبح ممكنًا إجباره قضائيًا على تعويض هذا الضرر"، وفي توضيح فقهي آخر جاء القول: "المسؤولية المدنية تقوم حين يخل الفرد بما التزم به قبل الغير قانونًا أو اتفاقًا، والجزاء فيها تعويض الضرر الناشئ عن هذا الإخلال". فالمسؤولية المدنية بشقيها العَقْدِية والتقصيرية مازالت من أبرز وأهم الموضوعات التي تناولتها القوانين المدنية، حيث لا زالت بحاجة إلى مزيد من البحث والدراسة؛ خاصة في ظل معاناتها من إشكالية مواكبة التطور الاجتماعي المستمر، والتقدم الصناعي والعلمي والاقتصادي والتكنولوجي. ونجد أن المشرع الفرنسي قد استجاب لحقيقة ضرورة تطوير النص القانوني ليواكب المستجدات والتطورات، ومنها المصادر والأحكام العامة للالتزامات والإثبات؛ إذ لبَّى نداء الفقه القانوني بالتعديل، والتغيير، والإصلاح، من خلال تعديل القانون المدني الفرنسي لسنة (1804)، بموجب المرسوم رقم (131 لسنة 2016)، المنشور بالجريدة الرسمية للجمهورية الفرنسية في العدد (35)، بتاريخ 11/2/2016، والذي أصبح نافذًا اعتبارًا من 1/10/2016، ليتضمن هذا المرسوم تعديلاً أكبر وأوسع نطاقًا للجزء الأساسي من القانون المدني. وسنسلط الضوء في هذه الدراسة على جوانب أحد شقي المسؤولية المدنية ألا وهي المسؤولية العَقْدِية (Responsabilité Contractuelle)، وهي مسؤولية ذات طابع خاص مستقل أحكاماً وتنظيماً عن المسؤولية العمومية، إلى جانب أن طابعها المتعلق بالجانب الاقتصادي والمعاملات المالية بين الأفراد يعطيها حيزاً كبيراً من الأهمية، ولاشك أن العناية بتلك المسؤولية ومصدر نهوضها مؤداه حفظ عصب الحياة الاقتصادية والأمن المالي المجتمعي والأخلاقي، سيما أن ذلك أيضاً يحفظ هيبة العقد ويصون سلطان الإرادة وحريات الأفراد خاصة أننا في عصر تشعبت فيه العلاقات المالية والاقتصادية عموماً مما أدى إلى تضارب المصالح؛ الأمر الذي يحتم علينا وضع الضوابط الفاصلة فيما يتأتى إثر قيام العلاقات التعاقدية وعلى وجه الخصوص نهوض المسؤولية العَقْدِية تحت مظلة حفظ الحقوق وضمان سير العجلة الاقتصادية. وبناء عليه سيصار إلى تناول مفهوم المسؤولية العَقْدِية، مصدرها، أركانها، صورها، أساس قيامها، آثار نهوضها، مدى جواز تعديل أحكامها، الأحكام الخاصة، تنظيمها القانوني، موقف القضاء، ووجهة النظر الفقهية، بالإضافة لضرورة التطرق لتميزها عن غيرها من المسؤوليات المدنية، وذلك على نحو دراسة مقارنة تتضمن التشريع والفقه الأردني والمصري والفرنسي والفقه الإسلامي ما أمكن.

الصفحةالموضوع
7 المقدمة
الفصل التمهيدي
الملامح العامة لنظرية العقد
14 المبحث الأول: نظرية العقد
37 المبحث الثاني: التنظيم القانوني للعقد
الفصل الأول
الأحكام الناظمة للمسؤولية العقدية
57 المبحث الأول: طبيعة المسؤولية العَقْدِية
58 المطلب الأول: مفهوم الالتزام العقدي
64 المطلب الثاني: مفهوم المسؤولية العَقْدِية
73 المبحث الثاني: أركان المسؤولية العَقْدِية
73 المطلب الأول: ماهية أركان المسؤولية العَقْدِية
104 المطلب الثاني: التنظيم القانوني للمسؤولية العَقْدِية
109 المبحث الثالث: الموازنة بين المسؤوليتين العَقْدِية والتقصيرية
142 المبحث الرابع: صور المسؤولية العقدية الجدلية
الفصل الثاني
آثار نهوض المسؤولية العقدية
185 المبحث الأول: الخطأ كأساس لقيام المسؤولية العقدية
192 المطلب الأول: أنواع الخطأ العقدي
199 المطلب الثاني: صور الخطأ العَقْدِي الاستثنائية
220 المبحث الثاني: تعديل أحكام المسؤولية العَقْدِية
223 المطلب الأول: شرط الإعفاء من المسؤولية العَقْدِية
227 المطلب الثاني: الشروط المعدلة لأحكام المسؤولية العَقْدِية
234 المبحث الثالث: أثر الإخلال بالالتزام التعاقدي
234 المطلب الأول: التنفيذ العيني
239 المطلب الثاني: التنفيذ بطريق التعويض
256 المبحث الرابع: أحكام خاصة في المسؤولية العقدية
256 المطلب الأول: انقضاء الالتزام دون وفاء
270 المطلب الثاني: الجوانب الشكلية في المسؤولية العقدية
289 الخاتمة
295 المراجع
175 المصادر والمراجع

كتب المؤلف

القانون     المدني احكام المسؤولية العقدية - دارسة مقارنة
 
اضافة الكتاب الى سلة المشتريات
  الكمية:
حذف الكتاب:
   
   
 
 
انهاء التسوق
استمر بالتسوق
9789923152171 :ISBN
احكام المسؤولية العقدية - دارسة مقارنة :الكتاب
د. بخيت محمد الدعجة :المولف
0.800 :الوزن
17×24 :الحجم
ابيض :الورق
304 :الصفحات
2024 :السنة
مجلد :النوع
$25 :السعر
 
:المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي العربي الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين،،، وبعد. لا شك أن نقطة الانطلاق في التشريعات المدنية تتمحور حول واقع المسؤولية المدنية ومدى تطورها ومواكبتها للتحديات المعاصرة، فهي نقطة الارتكاز في الفلسفة القانونية للقانون المدني، والتي تتصف بالازدواجية من مسؤولية تقوم على إثر الإخلال بالتزام مصدره العقد، ومسؤولية تقوم لدى الانحراف بالسلوك ومخالفة القواعد القانونية والإضرار بالغير. وقد توجه الفقه فيما مضى إلى مبدأ ازدواجية المسؤولية المدنية وميز بينهما في مسألة التطبيق إلى مسؤولية عَقْدية ومسؤولية تقصيرية، حتى ظهر توجه فقهي آخر في أواخر القرن التاسع عشر ينادي بأحادية المسؤولية ولا يعتد بالاختلاف بين هاتين المسؤوليتين، وقد استشهد أصحاب هذا التوجه بأن أية فوارق لا ترتقي لأن تكون حدًّا فاصلاً بينهما. فقد يقع الإخلال بالالتزام المدني لأي سبب كان، فالالتزام والحق وجهان لعملة واحدة، فإن تعددت الحقوق تتعدد الالتزامات؛ الأمر الذي يقودنا للبحث في أهم عنصر، والذي يتمثل في جانب المسؤولية؛ فهي التبعة أو المؤاخذة، وقد تكون أدبية أو جنائية أو سياسية أو مدنية. فالمسؤولية عمومًا تعرف بأنها: "حالة الشخص الذي ارتكب أمرًا يستوجب المؤاخذة"، أما المسؤولية المدنية (Responsabilité Civile) على وجه الخصوص فقد عرفها الفقه أنها "الحالة القانونية للشخص الذي يكون قد ارتكب خطًا نشأ عنه ضرر لشخص الغير أو ماله أو شرفه، فأصبح ممكنًا إجباره قضائيًا على تعويض هذا الضرر"، وفي توضيح فقهي آخر جاء القول: "المسؤولية المدنية تقوم حين يخل الفرد بما التزم به قبل الغير قانونًا أو اتفاقًا، والجزاء فيها تعويض الضرر الناشئ عن هذا الإخلال". فالمسؤولية المدنية بشقيها العَقْدِية والتقصيرية مازالت من أبرز وأهم الموضوعات التي تناولتها القوانين المدنية، حيث لا زالت بحاجة إلى مزيد من البحث والدراسة؛ خاصة في ظل معاناتها من إشكالية مواكبة التطور الاجتماعي المستمر، والتقدم الصناعي والعلمي والاقتصادي والتكنولوجي. ونجد أن المشرع الفرنسي قد استجاب لحقيقة ضرورة تطوير النص القانوني ليواكب المستجدات والتطورات، ومنها المصادر والأحكام العامة للالتزامات والإثبات؛ إذ لبَّى نداء الفقه القانوني بالتعديل، والتغيير، والإصلاح، من خلال تعديل القانون المدني الفرنسي لسنة (1804)، بموجب المرسوم رقم (131 لسنة 2016)، المنشور بالجريدة الرسمية للجمهورية الفرنسية في العدد (35)، بتاريخ 11/2/2016، والذي أصبح نافذًا اعتبارًا من 1/10/2016، ليتضمن هذا المرسوم تعديلاً أكبر وأوسع نطاقًا للجزء الأساسي من القانون المدني. وسنسلط الضوء في هذه الدراسة على جوانب أحد شقي المسؤولية المدنية ألا وهي المسؤولية العَقْدِية (Responsabilité Contractuelle)، وهي مسؤولية ذات طابع خاص مستقل أحكاماً وتنظيماً عن المسؤولية العمومية، إلى جانب أن طابعها المتعلق بالجانب الاقتصادي والمعاملات المالية بين الأفراد يعطيها حيزاً كبيراً من الأهمية، ولاشك أن العناية بتلك المسؤولية ومصدر نهوضها مؤداه حفظ عصب الحياة الاقتصادية والأمن المالي المجتمعي والأخلاقي، سيما أن ذلك أيضاً يحفظ هيبة العقد ويصون سلطان الإرادة وحريات الأفراد خاصة أننا في عصر تشعبت فيه العلاقات المالية والاقتصادية عموماً مما أدى إلى تضارب المصالح؛ الأمر الذي يحتم علينا وضع الضوابط الفاصلة فيما يتأتى إثر قيام العلاقات التعاقدية وعلى وجه الخصوص نهوض المسؤولية العَقْدِية تحت مظلة حفظ الحقوق وضمان سير العجلة الاقتصادية. وبناء عليه سيصار إلى تناول مفهوم المسؤولية العَقْدِية، مصدرها، أركانها، صورها، أساس قيامها، آثار نهوضها، مدى جواز تعديل أحكامها، الأحكام الخاصة، تنظيمها القانوني، موقف القضاء، ووجهة النظر الفقهية، بالإضافة لضرورة التطرق لتميزها عن غيرها من المسؤوليات المدنية، وذلك على نحو دراسة مقارنة تتضمن التشريع والفقه الأردني والمصري والفرنسي والفقه الإسلامي ما أمكن.

 
:الفهرس
 
 
:كتب المؤلف