المسؤولية القانونية للاعلام الالكتروني

ISBN 9789923152157
الوزن 1.000
الحجم 17×24
الورق ابيض
الصفحات 320
السنة 2024
النوع مجلد

ظاهرة الاتصال بين الأمم والشعوب ظاهرة قديمة قدم الإنسان، حيث وجد الإعلام طريقه إلى جميع المجتمعات البشرية على الرغم من اختلاف الأزمنة والأمكنة والمستوى المعرفي لها، فالإنسان كان على مر الحياة بحاجة إلى التعرف على ما حوله من موجودات مختلفة وأخبار أمم وغيرها، كما سخّر الإنسان الإعلام من أجل الوصول إلى ما يطمح إليه من أهداف، ولعل أسمى تلك الأهداف الحرية. فالإعلام الحر هو رئة الشعوب تتنفس من خلاله وتعبر عن أحلامها وطموحها بأي طريقة كانت، فقد تكون عبر مقال أو رواية أو كتابات جدارية أو رسومات أو غيرها، حيث يعتبر من أهم روافد حرية الرأي والتعبير وعمود النظام الديمقراطيّ، فلا ديمقراطية دون حرية الإعلام، فالوصول إلى مجتمع حر لا يتخلله القمع والقهر والخوف، يبدأ بالإعلام خالي من القيود، كما يعتبر الإعلام الحصن المنيع للأفكار والمبادئ والحائل دون الاختراق الخارجيّ والغزو الفكريّ لها، فالأمم أصبحت تختفي لعدم قدرتها على الحفاظ على مبادئها ومعتقداتها أمام الهجمات الفكريّة والإعلاميّة. ولم يكن الإعلام وليد عصر أو أمة أو حضارة أو ثقافة، بل كان ولا يزال حاجة إنسانية بحتة في الإدارة والارتقاء نحو الأفضل، ولا يمكن للإنسان أن يستغني عنه يوماً ما، وقد بدأ الإعلام مسيرته منذ المجتمعات البدائية بالاعتماد على الوسائل الفطريّة المتمثلة في القول والاستماع، ثم تطورت الوسائل إلى دقّ الطبول والمزامير وإشعال النيران في المرتفعات والمناداة في الساحات العامة، واستمرّ التطور إلى أن وصل إلى ما نراه عليه الآن من قوة في العرض وفعاليّة في التأثير، وهذا نتيجة التسارع الذي يجتاح العالم، فهذا الأخير لم يعد يتوقف عند أشكال تقليدية للإعلام، ففي ظل الانفجار المعرفي بات على العالم أن يجدد أدوات نقل المعرفة والإعلام لتتناسب مع تطور الشبكة العالمية للمعلومات. وخلال السنوات القليلة الماضية مرت العديد من الدول الصناعية المتقدمة عبر مرحلة انتقالية مهمة غيرت من تركيبتها الاقتصادية والاجتماعية، وأعادت هيكلية القوى العاملة بها وتشكيلاتها، بحيث انتقلت من عصر الثورة الصناعية إلى عصر الثورة المعوماتيّة. وقد بدأت المعلومات تتزايد وتتسع بحيث طرأ على رصيدها الكلي طفرة كمية فاقت طاقت الفكر الإنسانيّ على متابعتها أول بأول، بحيث وقفت الطرق التقليديّة عاجزة عن تنظيم وجمع المعلومات لتلبية حاجات الإنسان، وأصبح محتماً استخدام أساليب علميّة وتقنيّة متطورة لمواجهة فيض المعلومات المتدفق والمتعامل معه. وتعتبر الشبكة العنكبوتية من أبرز مظاهر هذا المجتمع المعلوماتي، فقد أحدثت طفرة في عالم الاتصالات والإعلام الأمر الذي حوّل العالم إلى قرية صغيرة، بحيث أصبح المواطن يرصد ما يجري حوله بالصوت والصورة وفي لحظة الحدث، وأصبحت عملية تبادل المعلومات والتعارف أمر سهل للغاية، مما أدّى إلى انتشار المعلومات بالسرعة والكمية الهائلة مما جعلت الإنسان عاجز عن الإلمام بها ومتابعتها في آن واحد. مع الإشارة إلى أن تطور الإعلام ومجتمع المعلومات لم يولد على يد تكنولوجيا المعلومات كالحاسب الآلي وحدها، ولا على يد تكنولوجيا الاتصال وحدها، ولكن ولد بالمزاوجة بين هذه التكنولوجيا وتلك، فقد جمع بينهما النظام الرقمي الذي تطورت إليه نظم الاتصال، فترابطت شبكات الاتصال مع شبكات المعلومات والإعلام. والإعلام ضمن إطار ثقافيّ وتاريخيّ وحضاريّ يكتسب سمات العصر الذي يولد فيه وخصائصه، حيث أفرز عصر المعلومات نمطاً إعلامياً جديداً تختلف مفاهيمه وسماته وميزاته ووسائله عن الأنماط الإعلاميّة التقليديّة، والأهم من ذلك أنّه يختلف في تأثيراته الإعلامية والسياسية والثقافية والتربوية الواسعة النطاق لدرجة أطلق فيها البعض على عصرنا مسمى عصر الإعلام الحديث، ليس لكون الإعلام ظاهرة جديدة بل لأن وسائله الحديثة قد بلغت غايات بعيدة في عمق الأثر وقوة التوجيه وشده الخطورة التي أدت إلى تغير دور الإعلام الجوهري. وإذا كان للطابعة والراديو والتلفزيون الدور الأكبر في ظهور وتطور وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وكان للأقمار الصناعية أثر كبير في تقريب المسافات، فإن لشبكات الإنترنت أثر أعظم في مجال الإعلام والاتصالات، إذ غيرت الكثير من المفاهيم الخاصة بالمكان والزمان. كما أن هناك فرق شاسع بين ثقافة الاتصال الإلكتروني التي بدأت تتشكل ملامحها في نهاية القرن التاسع عشر مع اختراع الهاتف والإذاعة، وثقافة الاتصال والإعلام الحديثة المستخدمة في نهاية القرن العشرين، من هنا يجب التفرقة بين جيلين لوسائل الإعلام الإلكترونية، الأول القديم والتقليديّ، ويتألف من وسائل الإعلام التقليديّة مثل الإذاعة والسينما والتلفزيون، والثاني الحديث الذي يتألف من وسائل الإعلام الحديثة مثل الفيديو والمواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي.

الصفحةالموضوع
11 المقدمة
القسم الأول
إطار المسؤولية القانونية في مجال الإعلام الإلكتروني
22 الفصل الأول: مناط المسؤولية في الإعلام الحديث
24 المبحث الأول: ماهية الإعلام الإلكتروني
25 المطلب الأول: التعريف بالإعلام الإلكتروني
27 الفقرة الأولى: ماهية الصحافة الإلكترونية
35 الفقرة الثانية: صحافة مواقع التواصل الاجتماعي
42 المطلب الثاني: قواعد ممارسة العمل الإعلامي
43 الفقرة الأولى: حرية الرأي والتعبير في إطار أخلاقيات المهنة
50 الفقرة الثانية: الحق في الحصول على المعلومة
56 المبحث الثاني: الجرائم المثيرة للمسؤولية في مجال الإعلام الإلكتروني
57 المطلب الأول: جرائم الإعلام الإلكتروني الماسة بالسمعة وجرائم أمن الدولة
58 الفقرة الأولى: جرائم الاعتداء على السمعة
67 الفقرة الثانية: الجرائم الماسة بأمن الدولة
75 المطلب الثاني: الاعتداء على الحياة الخاصة
77 الفقرة الأولى: الخصوصية في العالم الافتراضي
91 الفقرة الثانية: الحق في النسيان
97 الفصل الثاني: الأشخاص المتحملون للمسؤولية في مجال الإعلام الإلكتروني
99 المبحث الأول: المسؤولية القانونية لوسطاء الإنترنت
100 المطلب الأول: مسؤولية متعهدي الإنترنت
100 الفقرة الأولى: مسؤولية فنيي الإنترنت
115 الفقرة الثانية: مستخدم الإنترنت
118 المطلب الثاني: مسؤولية متعهد الإيواء ومورد المعلومات
119 الفقرة الأولى: متعهد الإيواء
129 الفقرة الثانية: مسؤولية مورد المعلومات
139 المبحث الثاني: مسؤولية اسم النطاق ومواقع التواصل الاجتماعي
140 المطلب الأول: مسؤولية صاحب اسم النطاق(Domain Name)
140 الفقرة الأولى: الطبيعة القانونية لاسم النطاق
144 الفقرة الثانية: المسؤولية عن استخدام العلامة التجارية كاسم للنطاق
150 المطلب الثاني: مسؤولية مواقع التواصل الاجتماعي
150 الفقرة الأولى: الطبيعة القانونية لمواقع التواصل الاجتماعي
153 الفقرة الثانية: مدى إمكانية اعتبار مواقع التواصل الاجتماعي شريكاً أو فاعلاً أساسياً في الجريمة
القسم الثاني
إجراءات وآثار قيام المسؤولية في مجال الإعلام الإلكتروني
165 الفصل الأول: التفتيش المعلوماتي وحجية الدليل الرقمي
167 المبحث الأول: التفتيش المعلوماتي والصعوبات المحيطة به
168 المطلب الأول: طرق إثبات الجريمة
168 الفقرة الأولى: التفتيش المعلوماتي
178 الفقرة الثانية: المعاينة والضبط
186 المطلب الثاني: الصعوبات المتعلقة بالتفتيش المعلوماتي
187 الفقرة الأولى: صعوبة إثبات الجرائم المعلوماتية
192 الفقرة الثانية: تفتيش الحاسوب المرتبط بغيره من الحواسيب
199 المبحث الثاني: حجية الأدلة الرقمية
200 المطلب الأول: أصالة الأدلة المستمدة من مواقع التواصل الاجتماعي
200 الفقرة الأولى: حجية الدليل المتحصل من مواقع التواصل الاجتماعي
207 الفقرة الثانية: الدفوع المتعلقة بالدليل المتحصل من مواقع التواصل الاجتماعي
211 المطلب الثاني: بطلان الأدلة المستمدة من مواقع التواصل الاجتماعي
212 الفقرة الأولى: المراقبة الخفية
219 الفقرة الثانية: التحريض الصوري والعادي
226 الفصل الثاني: تنازع الاختصاص والجزاءات المترتبة على المسؤولية محل الدراسة
228 المبحث الأول: تنازع الاختصاص ودور التعاون الدولي في مكافحة جريمة الإعلام الإلكتروني
228 المطلب الأول: الولاية التشريعية والقانونية في نزاعات الإعلام الإلكتروني
229 الفقرة الأولى: القانون المطبق على نزاعات الإعلام الإلكتروني
235 الفقرة الثانية: تطبيقات الولاية القضائية على الجرائم الإلكترونية
242 المطلب الثاني: الآليات الدولية لمكافحة جرائم الإعلام الإلكتروني
243 الفقرة الأولى: التعاون الدولي في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية
249 الفقرة الثانية: الصعوبات التي تواجه التعاون الدولي
259 المبحث الثاني: الجزاءات المترتبة على قيام المسؤولية
260 المطلب الأول: خصوصيات الجزاءات الجنائية
260 الفقرة الأولى: العقوبات الواردة في القانون العام
266 الفقرة الثاني: العقوبات الواردة في القانون الخاص
275 المطلب الثاني: خصوصيات الجزاءات المدنية
276 الفقرة الأولى: أركان المسؤولية المدنية الإلكترونية
283 الفقرة الثانية: تقدير التعويض في المسؤولية الإلكترونية
289 الخاتمة
291 المراجع
القانون     الالكتروني والانترنت المسؤولية القانونية للاعلام الالكتروني
 
اضافة الكتاب الى سلة المشتريات
  الكمية:
حذف الكتاب:
   
   
 
 
انهاء التسوق
استمر بالتسوق
9789923152157 :ISBN
المسؤولية القانونية للاعلام الالكتروني :الكتاب
المحامي د. عبد الرحمن عماد طميزي :المولف
1.000 :الوزن
17×24 :الحجم
ابيض :الورق
320 :الصفحات
2024 :السنة
مجلد :النوع
$25 :السعر
 
:المقدمة

ظاهرة الاتصال بين الأمم والشعوب ظاهرة قديمة قدم الإنسان، حيث وجد الإعلام طريقه إلى جميع المجتمعات البشرية على الرغم من اختلاف الأزمنة والأمكنة والمستوى المعرفي لها، فالإنسان كان على مر الحياة بحاجة إلى التعرف على ما حوله من موجودات مختلفة وأخبار أمم وغيرها، كما سخّر الإنسان الإعلام من أجل الوصول إلى ما يطمح إليه من أهداف، ولعل أسمى تلك الأهداف الحرية. فالإعلام الحر هو رئة الشعوب تتنفس من خلاله وتعبر عن أحلامها وطموحها بأي طريقة كانت، فقد تكون عبر مقال أو رواية أو كتابات جدارية أو رسومات أو غيرها، حيث يعتبر من أهم روافد حرية الرأي والتعبير وعمود النظام الديمقراطيّ، فلا ديمقراطية دون حرية الإعلام، فالوصول إلى مجتمع حر لا يتخلله القمع والقهر والخوف، يبدأ بالإعلام خالي من القيود، كما يعتبر الإعلام الحصن المنيع للأفكار والمبادئ والحائل دون الاختراق الخارجيّ والغزو الفكريّ لها، فالأمم أصبحت تختفي لعدم قدرتها على الحفاظ على مبادئها ومعتقداتها أمام الهجمات الفكريّة والإعلاميّة. ولم يكن الإعلام وليد عصر أو أمة أو حضارة أو ثقافة، بل كان ولا يزال حاجة إنسانية بحتة في الإدارة والارتقاء نحو الأفضل، ولا يمكن للإنسان أن يستغني عنه يوماً ما، وقد بدأ الإعلام مسيرته منذ المجتمعات البدائية بالاعتماد على الوسائل الفطريّة المتمثلة في القول والاستماع، ثم تطورت الوسائل إلى دقّ الطبول والمزامير وإشعال النيران في المرتفعات والمناداة في الساحات العامة، واستمرّ التطور إلى أن وصل إلى ما نراه عليه الآن من قوة في العرض وفعاليّة في التأثير، وهذا نتيجة التسارع الذي يجتاح العالم، فهذا الأخير لم يعد يتوقف عند أشكال تقليدية للإعلام، ففي ظل الانفجار المعرفي بات على العالم أن يجدد أدوات نقل المعرفة والإعلام لتتناسب مع تطور الشبكة العالمية للمعلومات. وخلال السنوات القليلة الماضية مرت العديد من الدول الصناعية المتقدمة عبر مرحلة انتقالية مهمة غيرت من تركيبتها الاقتصادية والاجتماعية، وأعادت هيكلية القوى العاملة بها وتشكيلاتها، بحيث انتقلت من عصر الثورة الصناعية إلى عصر الثورة المعوماتيّة. وقد بدأت المعلومات تتزايد وتتسع بحيث طرأ على رصيدها الكلي طفرة كمية فاقت طاقت الفكر الإنسانيّ على متابعتها أول بأول، بحيث وقفت الطرق التقليديّة عاجزة عن تنظيم وجمع المعلومات لتلبية حاجات الإنسان، وأصبح محتماً استخدام أساليب علميّة وتقنيّة متطورة لمواجهة فيض المعلومات المتدفق والمتعامل معه. وتعتبر الشبكة العنكبوتية من أبرز مظاهر هذا المجتمع المعلوماتي، فقد أحدثت طفرة في عالم الاتصالات والإعلام الأمر الذي حوّل العالم إلى قرية صغيرة، بحيث أصبح المواطن يرصد ما يجري حوله بالصوت والصورة وفي لحظة الحدث، وأصبحت عملية تبادل المعلومات والتعارف أمر سهل للغاية، مما أدّى إلى انتشار المعلومات بالسرعة والكمية الهائلة مما جعلت الإنسان عاجز عن الإلمام بها ومتابعتها في آن واحد. مع الإشارة إلى أن تطور الإعلام ومجتمع المعلومات لم يولد على يد تكنولوجيا المعلومات كالحاسب الآلي وحدها، ولا على يد تكنولوجيا الاتصال وحدها، ولكن ولد بالمزاوجة بين هذه التكنولوجيا وتلك، فقد جمع بينهما النظام الرقمي الذي تطورت إليه نظم الاتصال، فترابطت شبكات الاتصال مع شبكات المعلومات والإعلام. والإعلام ضمن إطار ثقافيّ وتاريخيّ وحضاريّ يكتسب سمات العصر الذي يولد فيه وخصائصه، حيث أفرز عصر المعلومات نمطاً إعلامياً جديداً تختلف مفاهيمه وسماته وميزاته ووسائله عن الأنماط الإعلاميّة التقليديّة، والأهم من ذلك أنّه يختلف في تأثيراته الإعلامية والسياسية والثقافية والتربوية الواسعة النطاق لدرجة أطلق فيها البعض على عصرنا مسمى عصر الإعلام الحديث، ليس لكون الإعلام ظاهرة جديدة بل لأن وسائله الحديثة قد بلغت غايات بعيدة في عمق الأثر وقوة التوجيه وشده الخطورة التي أدت إلى تغير دور الإعلام الجوهري. وإذا كان للطابعة والراديو والتلفزيون الدور الأكبر في ظهور وتطور وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وكان للأقمار الصناعية أثر كبير في تقريب المسافات، فإن لشبكات الإنترنت أثر أعظم في مجال الإعلام والاتصالات، إذ غيرت الكثير من المفاهيم الخاصة بالمكان والزمان. كما أن هناك فرق شاسع بين ثقافة الاتصال الإلكتروني التي بدأت تتشكل ملامحها في نهاية القرن التاسع عشر مع اختراع الهاتف والإذاعة، وثقافة الاتصال والإعلام الحديثة المستخدمة في نهاية القرن العشرين، من هنا يجب التفرقة بين جيلين لوسائل الإعلام الإلكترونية، الأول القديم والتقليديّ، ويتألف من وسائل الإعلام التقليديّة مثل الإذاعة والسينما والتلفزيون، والثاني الحديث الذي يتألف من وسائل الإعلام الحديثة مثل الفيديو والمواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي.

 
:الفهرس